الشرق الأوسط- نحو حرب شاملة تعيد المنطقة إلى الوراء؟
المؤلف: هيلة المشوح11.15.2025

تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من الغليان الشديد في أيامنا هذه، وهي حقيقة مؤكدة تجسد القاعدة الفيزيائية المعروفة بـ "تأثير الفراشة"، والذي يمثل تعبيراً مجازياً عن نظرية الفوضى. هذه النظرية تفسر كيف أن الظواهر المترابطة والمتفاعلة بشكل مستمر يمكن أن تؤدي إلى حدث أولي بسيط ومحدود، لكنه في الوقت نفسه قادر على إطلاق سلسلة متتالية من النتائج والتطورات التي تتجاوز في حجمها وتأثيرها نقطة البداية، وقد تمتد إلى أماكن بعيدة وغير متوقعة، كما رأينا في أحداث الربيع العربي. هذا السيناريو هو ما يثير قلق كل سياسي محنك يراقب الأحداث بمنظور تحليلي واقعي، بدلاً من الانجرار وراء الأهواء والعواطف التي غالباً ما أضاعت فرصاً ثمينة لتحقيق السلام والاستقرار.
في خطبة الجمعة التي ألقاها قبل أسبوعين، صرح المرشد الإيراني الأعلى، السيد خامنئي، بأن إسرائيل اليوم تبدأ من نقطة الصفر. وبالمثل، أكد السيد خالد مشعل، رئيس حركة حماس في الخارج، في خطاب متلفز قبل أيام، أن إسرائيل قد تراجعت سبعين عاماً إلى الوراء بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023. في الواقع، تعمل هذه الخطابات التحفيزية بمثابة قوة دافعة جماهيرية لدعم ما يسمى بـ "محور المقاومة"، الذي يضم مجموعة من التنظيمات والميليشيات التي تعادي إسرائيل تحت رعاية إيرانية، وذلك لأهداف سياسية وعسكرية بحتة لا تمت بصلة إلى الواقع الفلسطيني وقضيته العادلة. تتمركز هذه الأهداف حول سباق التسلح النووي من جهة، والقضاء على الميليشيات الإيرانية التي تهدد الكيان الإسرائيلي من جهة أخرى.
من المؤسف حقاً أن تصبح الشعوب في فلسطين ولبنان وقوداً لهذه الصراعات الدائرة، ومن المحزن أن تتحول لبنان، تلك الجوهرة السياحية ومركز الثقافة، إلى ساحة للضربات والدمار. والأكثر إيلاماً هو أن الكابوس الذي جثم على صدر لبنان لعقود طويلة، والمتمثل في حزب الله، هو الهدف الإسرائيلي الذي جرّ خلفه حتى الآن عشرات القتلى ومئات الجرحى وأكواماً من الخراب والدمار، بالإضافة إلى نزوح ما يقرب من مليون شخص نحو المجهول، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية والبيئية والصحية والغذائية التي تنذر بكارثة إنسانية مماثلة لما نشهده اليوم في غزة. فالدولة اللبنانية، ومنذ هيمنة حزب الله على القرار السياسي، أصبحت دولة بلا حكومة فاعلة ولا رئيس للوزراء، وتعتمد على حكومة تصريف أعمال لا تزال تتلقى التوجيهات والأوامر من إيران. بل ويتردد عليها المسؤولون الإيرانيون لتقديم التوجيهات اللازمة وفقاً للرؤية السياسية الإيرانية، وذلك في ظل هذه الظروف الحرجة التي تتطلب تشكيل حكومة وطنية تمثل لبنان العربية وتتوافق مع الظروف السياسية الراهنة، وبعيداً عن أي هيمنة خارجية. ولكن ما يحدث على أرض الواقع، للأسف، هو عكس ذلك تماماً. فالزيارة الأخيرة التي قام بها وزير خارجية إيران بدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري نفسه ليست سوى تجسيد لهذا الوضع السياسي المتدهور، وبإصرار يثير الدهشة!
اليوم، تتجه أنظار العالم أجمع نحو التصعيد الإسرائيلي المتوقع ضد إيران، والطريقة التي سيتم بها الرد الإسرائيلي على الضربات الإيرانية المحدودة التي استهدفت أهدافاً داخل إسرائيل في مطلع هذا الشهر. من المرجح أن تكون هذه الضربات الإسرائيلية مؤثرة، وقد تستهدف مواقع عسكرية ونفطية، إن لم تستهدف مواقع نووية بشكل مباشر. وفي أقل التقديرات، قد تستهدف شبكات الاتصال وعمليات الاغتيال الممنهجة، وما إلى ذلك. هذا الأمر ينذر بخطر حقيقي بدفع منطقة الشرق الأوسط إلى حرب شاملة قد تعيد المنطقة بالفعل إلى الوراء أكثر من سبعين عاماً، أو ربما إلى نقطة الصفر!
في خطبة الجمعة التي ألقاها قبل أسبوعين، صرح المرشد الإيراني الأعلى، السيد خامنئي، بأن إسرائيل اليوم تبدأ من نقطة الصفر. وبالمثل، أكد السيد خالد مشعل، رئيس حركة حماس في الخارج، في خطاب متلفز قبل أيام، أن إسرائيل قد تراجعت سبعين عاماً إلى الوراء بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023. في الواقع، تعمل هذه الخطابات التحفيزية بمثابة قوة دافعة جماهيرية لدعم ما يسمى بـ "محور المقاومة"، الذي يضم مجموعة من التنظيمات والميليشيات التي تعادي إسرائيل تحت رعاية إيرانية، وذلك لأهداف سياسية وعسكرية بحتة لا تمت بصلة إلى الواقع الفلسطيني وقضيته العادلة. تتمركز هذه الأهداف حول سباق التسلح النووي من جهة، والقضاء على الميليشيات الإيرانية التي تهدد الكيان الإسرائيلي من جهة أخرى.
من المؤسف حقاً أن تصبح الشعوب في فلسطين ولبنان وقوداً لهذه الصراعات الدائرة، ومن المحزن أن تتحول لبنان، تلك الجوهرة السياحية ومركز الثقافة، إلى ساحة للضربات والدمار. والأكثر إيلاماً هو أن الكابوس الذي جثم على صدر لبنان لعقود طويلة، والمتمثل في حزب الله، هو الهدف الإسرائيلي الذي جرّ خلفه حتى الآن عشرات القتلى ومئات الجرحى وأكواماً من الخراب والدمار، بالإضافة إلى نزوح ما يقرب من مليون شخص نحو المجهول، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية والبيئية والصحية والغذائية التي تنذر بكارثة إنسانية مماثلة لما نشهده اليوم في غزة. فالدولة اللبنانية، ومنذ هيمنة حزب الله على القرار السياسي، أصبحت دولة بلا حكومة فاعلة ولا رئيس للوزراء، وتعتمد على حكومة تصريف أعمال لا تزال تتلقى التوجيهات والأوامر من إيران. بل ويتردد عليها المسؤولون الإيرانيون لتقديم التوجيهات اللازمة وفقاً للرؤية السياسية الإيرانية، وذلك في ظل هذه الظروف الحرجة التي تتطلب تشكيل حكومة وطنية تمثل لبنان العربية وتتوافق مع الظروف السياسية الراهنة، وبعيداً عن أي هيمنة خارجية. ولكن ما يحدث على أرض الواقع، للأسف، هو عكس ذلك تماماً. فالزيارة الأخيرة التي قام بها وزير خارجية إيران بدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري نفسه ليست سوى تجسيد لهذا الوضع السياسي المتدهور، وبإصرار يثير الدهشة!
اليوم، تتجه أنظار العالم أجمع نحو التصعيد الإسرائيلي المتوقع ضد إيران، والطريقة التي سيتم بها الرد الإسرائيلي على الضربات الإيرانية المحدودة التي استهدفت أهدافاً داخل إسرائيل في مطلع هذا الشهر. من المرجح أن تكون هذه الضربات الإسرائيلية مؤثرة، وقد تستهدف مواقع عسكرية ونفطية، إن لم تستهدف مواقع نووية بشكل مباشر. وفي أقل التقديرات، قد تستهدف شبكات الاتصال وعمليات الاغتيال الممنهجة، وما إلى ذلك. هذا الأمر ينذر بخطر حقيقي بدفع منطقة الشرق الأوسط إلى حرب شاملة قد تعيد المنطقة بالفعل إلى الوراء أكثر من سبعين عاماً، أو ربما إلى نقطة الصفر!
